التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

أبيع وجهي..

  حينَ التفتَ إليّ الحنين، وقرعتُ نخبَ الحيَاة بصحة الزهور المورقة جفت المياه، وفرغ الكأس الزهري..  لم تعد الزهور زهورًا  تهاوت كل البتلات التي حاولت البقاء.. ــــ فراغ ــــــ  اللحظة الآن كالسنين العجاف وأنا تسمرتُ مكاني بجفاف وجهي.. شاخصةً..  يعبرُ الوقت ويضحك الزمان ملوحًا لعيونٍ لاترمشُ أبدًأ  يبست كان الكأس زمهريرًا والحنين وهمًا التف راقصًا كحلم يطرق نخب الموت  توقف كل شيء الزمن توقف وأنا توقفت .. تمامًا هكذا…  حتى أصبحت دون وجه بعته في حلم ما .. في غمرة ما ! بعته لمن لا يشتري .. حتى تعريت وبقيت بلا وجه.. بلا ملامح تذكر انسلخت  انسلخت عني..  وكانت الروح هي التي تتهاوى تماهيًا مع اللاشيء…  كدخانٌ تشتت في الهواء… ـ الأبيض يمر من هنا.. لا سواد ولا رماد بياض ناصعٌ كضوء… ـ حين لم أكن أنا: هدى داود  في زمنٍ غابر * اللوحة زيت على قماش كأنك لم تكن
آخر المشاركات

الانتزاع الأخير

الانتزاع الأخير لم تكن المرة الأولى التي تنتشي بها عابرًا جسدي  مهمشٍ كل الالتفات  حاملًا سكينًا وبندقية نهاياتٍ لم تكن لم تكن المرة الأولى التي تدير ظهرك طاعنًا سلاحك في كتفي تمامًا على شفا رقبتي الخلفية ..  انتزعتها لي وأنا ضمدتُ جراحي وعاودنا الكرة! لم تكن المرة الأولى  حين صرخت كل الوجود  عدا وجهي  بقي ملطخًا  لم تكن المرة الأولى  حين سرقت سريرة النفس  لم تكن!  لكنني   حتمًا  جعلتها  الأخيرة تلك الانتزاعات التي تخللت  كل الانتشائات ما كانت لتستمر كل ما استمر كان قاتلاً،  كان سمًا أبديًا كانت  العيون تشير عليك  تلقي الأسئلة  وأنا وحدي أشبه الكمال كتمام الشهر واكتمال الأيام القمر بدرًا الخبايا تظهر  وكوكيبة الألوان تحوم نحن نطفو على سطح السماء نحلق أو نطوف  لا أشرعة هنا  نحن الريح نحن الوجهة   التي تمضي وحيدة نحن الذين نكتمل في طرقٍ مختلفة نحن الذين لا اكتمال لنا إلا ذواتنا  حملتها .. حملتني وركضتُ نحو المفر كان ضيقًا ممتلئ بالشقوق واصلت المضيّ  لا ضوء هنا كما يزعمون لكني صرتُ أرى ظلي رأيتُ المرآة شربتُ الماء  أخيرًا .. هذه المرة  كانت المرة الأولى.. ـــــــ على ضفاف العبور، هدى داو

انجراف ظل

كانت الحافة تعني كُل شيء؛ حين التقينا  كنت أحاول الصمود على الحافة  وحين أحببتك دائمًا .. أحببتك وأنا على الحافة  أحكمت قبضتك على يدي حينها.. مضينا.. والحافة تترنح تحتنا زاولنا المضيّ وكأن الحافة لم تكن لم يكن الإنقاذ ولا المساعدة تعني أحدًا فينا! أتلفت، وأنظر إلى كفيّ! لم تكن هنا أي يدٍ..  لم تكن قبضتك المحكمة لم يكن أحد..  لم أجد شيء لك سوى ظل ظلك الذي  يهيم بالرحيل وأنا أتأمله من على الحافة ...  يترنح ملتفتًا.. ولا يسمع صدى .. لم أكن أدرك أبدًا أننا كنا نتجرع الهاوية كل هذا الوقت!! هدى داود حسن، في جرفٍ ما!

من؟

., تحبس أنفاسك في قبضة يدٍ .. في طرف محبرة ..  في نص تغريدة بيضاء ..  أو في رسالة ممتلئة تركن في قسم الخبايا أو سلة المهملات ! ومازالت عالق في هذا السطر المتردد ......  ثم يبكي … هذا الشيء الذي يسمى ” تخاطر " وتبكي .. تشهق معه زهقًا ! من طرق الباب إذًا؟ رقصة الطيّر الجريح .. صوت الرّبابة في عرسٍ بدويّ   وحناء جافة في ليلة الزفاف ! من طرق الباب إذًا؟ صوت قطرات الندى على النافذة في يومٍ كثيف الرطوبة ! أم أنين جرحٍ في القدمين بعد يومٍ طويلٍ من الركض على أسفلتِ يعج برذاذ الخشب في يومٍ عاصف !  أم تراكم الدخان كغيمة سوداء بعد الشظايا المنفجرة على البحار بتحرك - سترومبولي * - الصامت ! من طرق الباب إذًا؟ الذعر المتسلل من تجاهلٍ ينفث أنفاسه بين ثنايا الحبر المتلاطم في يدٍ مرتجفة ! النحيبُ   المتعالي لصوتِ الحضور كزغردةٍ متهلهلة .. وجوى الصبابة التي تسولت على أرجاء الطريق وباتت متعريّة ! أمن أحدٍ طرق

ليل مضيء

يا مسائي الذي لا يغيب وصبحي الذي لا يغفل تسللت إلى قلبي حينما كان مهجورًا مليئًا بالظلام رفعتَ عتمة الفؤاد ورأفة بقسوته  أضأت البصير حين غشاها اليأس بقيت صبورًا ..  حتى ظهر النور ظهر نوره وامتلئ..  تعلق فيك حينها جعلتني إنسانًا .. وبثثت فيني من الروح مدادًا (أنت النور لقلبي حين أغرقني السواد)  هدى داود رضوان، في لحظة استكنان

الأفق

في كلِ انعكاسة، ألمحُ عينيكَ عيني الغريقة ثم يموجُ بها جُنح طائرٍ ويلوح بها إلى السراب وذراعي أخدودٌ منهمرٌ كوشمٌ شفقيّ ودمعٌ أزرق ممدودةٌ كسلمٍ إلى السماء وليدة لحظة بعبقٍ قديم  - هدى داود رضوان/ الأفق

معالم الضياع

وخطوط كفي كانت خارطتي.. ومن شدة العرق مُحيت دلائلها.. تخلت هي الأخرى عني.. وأصبحت فارغة تماماً بلا معالم.. بلا بصمات.. كقبوٍ لم يسكن بعد... أو كقبوٍ عفنٍ فرّ ساكنه منذ زمنٍ بعيد لاتطرق الباب.. فليس هنا يد لتفتحه