عَادَ الجّو يستردَّ حَرارته.. لم يكن يوماً بارداً لكن أن تتعودَ على القيظ و تأتي أيامٌ تتلبدُ فيه الغيوم لتَسترُ بعضَ أشعتها الخَجلة من كثرةِ إعراضِ النّاسِ عنها، و نفحةُ هَواءٍ تُذكرنا بالأشجارِ التي تبلعُ ما بقي من مِاءٍ في جذورها عَطشاً.. أمّا نحن فنتذكرُ بلادةُ أوردتنا و عظامنا التي تضعف عندها، هذه الأشياء وحدها ما يُشعرنا بالبرد! لم اعتد أن أشكو تجَمدُ أطرافي و اصطكاكَ أسناني- لم يحدث هَذا كثيراً من قبل في الحَقيقة- وها أ نا أفعل لأنني لم أكن أعلم أنّ الأشواقَ أيضاً تَجعلُنا نرتجفُ صقيعاً في أوّجِ الحنين /الصّيف وَ تجمدُّ الدّمَ في أجسادنا! رسَائلي تصرخُ حينَ أضعها في دُرجيّ الذي ما عَادَ يُغلق لامتلاء الأوراقِ فيه لا أدري ماَ أفعلُ بها.. فإرسالها وحيدةً دونَ جَواب يمزقها ألماً.. تظنُّ أنها عديمةَ الجَدوى تتضاربُ الحَروف المكتوبة على الدّمعة السّاقطة عليها حتّى تختفي انتحاراً لم ترد يوماً إلاّ أن تُقرأ باهتمام أن توصلِ ما خُلقت لأجله .. لكنّها أصبحت يائسة و وَحيدة جداً فلا تلم نفسك إنّ لم تُحتويها.. مَازالت هُناكَ أشياء كثيرةً تُذكرني دائماً بإ
وَ حَياةٌ مُغَيّبة اسمي فيه: باحرده