رواية : الجبل الخامس
لـ الروائي : باولو كويلو
شركة المطبوعات للتوزيع و النّشر
عن الكتاب " ما كُتبَ خلفه "
يروي باولو كويلو، في روايته "الجبل الخامس" قصة النبي إيليا ولقائه الأرملة في صَرْفَتِ، المدينة الفينيقية الصغيرة؛ ثم انكفائه إلى الجبل، بعد أن دحر أعداءه جميعاً.
يطيع إيليا أوامر ملاكه الحارس ويحاوره على الدّوام، يحاول التفتيش عن معنى إنساني جديد للقرار والاختيار.
في مدينة صَرفتِ اللبنانية التي دمّرها الأشوريون، يفقد إيليا كلّ شيء: شجاعته والمرأة التي أحبّها (الأرملة التي ساعدته في حين كان جائعاً وعطشان)، وكذلك إيمانه إثر الأزمة الروحية التي عصفت به.
وهنا يضيف كويلو جديداً إلى صورة النبي إيليا، التي تمثّله قوياً لا يقهر، وحاملاً سيفه للبطش بالأعداء.
ففي هذه الرواية، يخوض إيليا صراعاً ضد خوفه بالذات، صراعاً بين الإلهي والإنساني، بين إرادة الربّ التي يعجز النبي عن فهم تجلياتها رغم امتثاله لها، وبين خياراته، هو بالذات، كإنسان.
لكنّ الطريف في الأمر أن هذا النص، الذي استند فيه كويلو إلى التوراة، قد اتّخذ من مدينة في لبنان مسرحاً لأحداثه، وكأن الكاتب يريد أن يقول إن التاريخ يعيد نفسه في هذا البلد، من أول الأزمنة وحتى أيامنا هذه، حيث أدّى ضريبة حبّه للتسامح والسلام والانفتاح.
في هذه الرواية يطرح كويلو الإشكاليات التي تعتبر في أساس عالمه الأدبي والروحي والفلسفي: كيف نستطيع أن نعطي معنىً لحياتنا، من خلال الصراع والرجاء. ذلك أن أقوى لحظات المأساة ليست عقاباً إلهياً، بل هي تحدٍّ مطروح أمام الإنسان.
وهكذا يعطي كويلو معنىً جديداً للعقاب: إن ما هو محتومٌ في حياتنا ونعتقده ثابتاً، هو في الحقيقة عابر.
أمّا الثابت، فهو ما نستطيع استخلاصه من عِبَرِ المحتوم المأساويّ.
،
ما إن أنهيتُه إلا و أنا أزعم أن قصص الأنبياء لا تُؤخذ إلا من مصادر صحيحة و موثقة جداً ترتبطُ بالإسلام ارتباطاً وثيقاً، و إن أُخذت من غير ذلك يبقى التحفظ و الاعتماد على البعد عن تكذيب ما قرأناه و التصديق بقدر الإيمان بالكتب السّماوية الأخرى فلا نعلم متى صحّته ولا نعلمُ ما هُو الوارد عندهم .
فهذا الكتاب نرى عيني و عقل الدين النصراني فيه بشكل أوسع ، سواء في دينهم و معتقداتهم أم في أفكارهم الروحانية ؛ أما من الجانب التاريخي فحملت حملاً جميلاً ، و تعلم ما لم تكن تعلم أو تندرج لك المعلومات التي جمعتها في ذاكرتك من قبل ..
هذه الرواية حياتية كثيراً .. تعلمك كيف تخوض الحياة وفق مطباتها و وفقاً لما أنتَ مسخر له .. و توضح لك " كيف أن لكل فرد مهمة في الدنيا لا بد له أن ينجزها " و ترى كيف أن كل فرد يكمل الآخر و كل ذلك لا يكون إلا بحماسة، إصرار و التحدي مع الاستمرار فيه .. فهو لا ينتهي و لا يقف عند حد معين مهما كبر أو صغر إلا برحيل صاحبه هذا إن لم يسخر له آخرون يكملون ما بدء به ..
ولا حاجة ل تذكيركم بأسلوبه الأدبي و قوّته !
الجبل الخامس كتابٌ يستحقُ القراءة مع الالتفات لها في مواضع مختلفة التي لا يتقبلها العقل المسلم ..
تعليقات
تتقنين الإختيار قبل القراءة
أعجبتني رواية باولو هذه
حتماً أحسنتِ اختيارها
شكراً على القراءة هدى
حروفٌ كبيرة يا كبيرة أنتِ ..
الشّكرُ لكِ يا فتنة الأمل
أمّا الرّواية، ف واصلة إن أردتِ و تعلمين ..